Rabii Zammouri

المؤلف الموسيقي ربيع الزموري ل”لشروق”: مهنتي سماع الصورة ورؤية الموسيقى

الشروق 27 جانفي 2024 حوار مع الموسيقي المبدع ربيع الزموري (حوار رضوان شبيل) لارتيستو

العناوين:
– السنفونية السابعة ل”بيتهوفن” هي سبب تعلقي بالموسيقى.
– الموسيقى التصويرية ليست مجرد تركيب صوتي.
– أفضّل التأليف المباشر للموسيقى على الصورة عكس العديد.
– أدعو زملائي الملحنين للإهتمام بجدية بمسألة حقوق التأليف في تونس.
يعتبر الفنان ربيع الزموري واحد من بين أبرز المبدعين في مجال تأليف الموسيقى التصويرية والأعمال التي أنتجها سوى في الأعمال الدرامية التلفزية أو السينمائية خير دليل على ذلك عكس فيها براعة وذكاء ودقة في التوظيف.
الشروق – تونس حاوره رضوان شبيل
 
” مهنتي تتلخص في سماع الصورة ورؤية الموسيقى والصوت”،هكذا شبه الزموري ما يقوم به بكل ما في العبارة من شاعرية وعمق مؤكدا في حوار خاص مع”الشروق” أنه مختص في الموسيقى التصويرية،وتعلقه بهذه النوعية الفنية نابعة من علاقة وجدانية عميقة بدأت منذ الطفولة،ولكن لا يمنعه ذلك الإختصاص من التنويع في تجاربه والتي قد يدخل بها عالم التلحين للمطربين وفق قوله،مثمنا في نفس الوقت إبداع العديد من الموسيقين التونسيين في هذا المجال مشيرا أن لا مجال للمنافسة بين الأشخاص بقدر ما هي منافسة بين الأعمال الموسيقية مفسرا توجهاته الفنية في هذه النوعية من خلال تفاصيل الحوار التالي والذي أكد في خاتمته على ضرورة تفعيل قانون حماية حقوق التأليف.
 
1- أي صفة أقرب إليك موزع،ملحن،موسيقي فنان….؟
 
أعتبر أن أنسب صفة هي مؤلف موسيقي والتي أعتبرها جامعة لمختلف المجالات الموسيقية التي ذكرتها في سؤالك، باﻹضافة إلى مجالات التسجيل وتصميم الصوت.
 
2- لو نعود إلى البدايات كيف بدأت علاقتك بالموسيقى ؟
 
اكتشفت عالم الموسيقى منذ طفولتي، حين أهدى لي والد ي أسطوانة للسمفونية السابعة ل”بيتهوفن” فأخذت أستمع إليها مرارا وتزداد متعتي كلما كررت اﻹستماع مما زرع في نفسي شغفا بالموسيقى نما داخلي ودفعني عند الكبر إلى التخصص من خلال دراستي الأكاديمية.
 
3- هل يمكن أن نعتبرك مختصا في الموسيقى التصويرية ؟ وماهي دوافع اختيارهذا الإختصاص؟
 
نعم أنا مختص في هذا المجال، واختياري لهذا اﻹختصاص نابع من مدى تأثري عند متابعة وسماع الموسيقى التصويرية ﻷفلام أو أعمال درامية والتي كانت تثير داخلي العديد من المشاعر، فأسلوبي الموسيقي يسعى إلى تحقيق توازن بين تعزيز السرد السينمائي وخلق عالم إفتراضي فريد يعيشه المشاهد.
 
4- مالذي يميز هذه النوعية الموسيقية عن البقية؟
 
الموسيقى التصويرية ليست مجرد تركيب صوتي، بل هي لغة فنية تعبيرية، قادرة على نقل الصور وإيصال المشاعر بشكل مماثل للشعر،يتيح استخدام اللحن والهيكل الموسيقى واﻵلات المختلفة فرصة للمؤلف الموسيقي لترجمة اﻷحداث والشخصيات إلى تجارب صوتية وموسيقية ،مما يجعل الموسيقى التصويرية وسيلة فعّالة لتعزيز السرد البصري.
 
5- كيف تختار هذه الموسيقى ؟
 
أنا الذي أختار الموسيقى،بل هي موجودة طبيعيا في الصورة،فمهمتي تكمن في فتح الستار عنها من خلال ترجمة إيقاع العناصر المكونة للصورة وتحويلها إلى جمل موسيقية، فمهنتي تتلخص في سماع الصورة ورؤية الموسيقى والصوت.
 
6- ما هو الفرق بين الموسيقى التصويرية الخاصة بالأعمال الدرامية التلفزية والخاصة بالأفلام السينمائية؟
 
أعتقد أنه لا يوجد أي فرق، حيث يظل التركيز على خدمة الصورة ونقل رؤية المخرج الفنية متشابها في كلى المجالين بالرغم من أن هناك العديد من المؤلفين الموسيقيين الذين لا يشتغلون مباشرة على الصورة و يفضلون لضيق الوقت تأليف قطع موسيقية جاهزة يتم تركيبها خلال عملية المونتاج ،إلا أنني لا أعتمد هذه الطريقة وأفضّل التأليف المباشر للموسيقى على الصورة سيما وأن اﻷعمال التلفزيونية الحديثة أصبحت تنفّذ بتقنيات سينمائية متطورة.
 
7- أي من موسيقات الأعمال التلفزية أوالسينمائية التي مازالت عالقة ببالك وتميل إليها أكثر من الأخرى ؟
 
من بين اﻷعمال التي أثرت في ذاكرتي بشكل لا ينسى موسيقى “برنارد هيرمان” و”جون ويليامز” في أفلام “بسيكو” “ل”أفريد هيتشكوك” و “ستار وورز”،حيث نجحا بشكل ملحوظ في إحداث تفاعل قوي بين الموسيقى واللقطات السينمائية، إضافة إلى اﻹسهام البارز الذي قدماه في بناء الهوية الموسيقية لهذين العملين السينمائيين الرائعين.
 
8- أين تموقع المستوى التونسي في الموسيقى التصويرية عربيا ؟
 
على الرغم من صغر حجم السوق التونسية، إلاّ أن صناع الموسيقى التصويرية في تونس يتميزون بمستوى فني وتقني عال، مما يمنح تونس مكانة متميزة في هذا المجال.
 
9- من ينافسك في الموسيقى التصويرية في تونس؟
 
أعتقد أن في مجال الموسيقى التصويرية لا يمكننا الحديث عن منافسة بين الأشخاص ،بل هي بالفعل منافسة بين الموسيقات فاﻷعمال الموسيقية تبرز بمستوى تأليفها بقطع النظرعن صاحبها ،فيجب أن لا يسعى المؤلف إلى البروز والشهرة، بقدر ما يعمل على إنجاح العمل الدرامي والموسيقى التي يؤلفها المصاحبة له،وترسيخها في ذهن المشاهدين حتى تبقى خالدة في ذاكرتهم.
 
10- هل تفكر في تنويع التجربة بالتلحين في مجالات أخرى؟
 
نعم، أطمح لتوسيع تجربتي في مجال الموسيقى التصويرية عربيا والعمل على إنتاج العروض الموسيقية الركحية.
 
11- ألم تفكر في تقديم ألحان لمطربين؟
 
بالتأكيد، سبق لي التعامل مع عدة مطربين في ميدان اﻷعمال الدرامية، ولكن فكرة تأليف أغاني جديدة للمطربين تثير اهتمامي ،مستقبلا سأخصص وقت لهذا المجال بهدف إطلاق طاقتي اﻹبداعية وخلق أفق موسيقي متنوع.
 
12- قدمت في الصائفة الماضية على مسرح قرطاج عملا بعنوان “نوستالجيا” تضمن مقطوعات موسيقية قمت بإنجازها لأعمال درامية تلفزية معروفة كيف تقبلت مختلف ردود الأفعال؟
 
تفاعل الجمهور كان استثنائيا،إذ لفت انتباهي تجاوبهم اﻹيجابي البارز من خلال استماعهم للموسيقى وتميز تفاعل الجمهور بمرافقته للمطربين خلال أداء الأغاني بكل نشاط وحماس، وطالبوا بإعادة العديد من هذه الأغاني مما أضفى طابعا خاصا وحميميا للأداء وللحفل ككل.
 
13- أترك لم مساحة حرة للحديث عن موضوع لم نتطرق إليه أوتبليغ رسالة ؟
 
يعاني الميدان الموسيقي في تونس من ظاهرة إعادة الأغاني القديمة وإعادة توزيع العديد من الأغاني التراثية في حين أن تطوير الموسيقى يعتمد بالأساس على الإبداع وإنتاج أعمال جديدة، مما يمنح الموسيقيّ فرصة لإستكشاف آفاق إبداعية جديدة ومتنوعة ،ويسهم في تطوير أساليب التأليف وفي نفس الوقت تعزيز المهارات الموسيقية ،وأدعو زملائي الملحنين للإهتمام بجدية بمسألة حقوق التأليف في تونس للتحفيز على الإنتاج مما يساهم في الرفع من قيمة الموسيقى التونسية إلى مستويات متقدمة.
Rabii Zammouri

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *